يتعرض برنامج الرعاية السنية الفدرالي الكندي، الذي توسع مؤخرًا ليغطي غالبية الكنديين غير المؤمنين، لضغوط وانتقادات بسبب تأخيرات كبيرة في الموافقات ومعدلات رفض غير مسبوقة.

وفقًا لبيانات وزارة الصحة الكندية، تم رفض 52% من طلبات الموافقات المسبقة المقدمة بين نوفمبر 2024 ويونيو 2025، رغم أن معظم الخدمات الروتينية لا تحتاج إلى موافقة مسبقة.

قال الدكتور بروس وارد، طبيب الأسنان في فانكوفر ورئيس الجمعية الكندية لطب الأسنان، إن الأطباء يواجهون ارتباكًا غير مسبوق:

“هناك الكثير من الالتباس للأطباء الذين يرسلون المستندات التي نرسلها عادة لشركات التأمين الخاصة، لكنها تعود مرفوضة… إنها نسبة رفض أعلى بكثير مما نتوقعه مع الخطط الخاصة.”

وأشار وارد إلى أن الموافقات المسبقة مطلوبة عادة للإجراءات المكلفة والمعقدة، مثل التيجان (crowns) وأطقم الأسنان الجزئية. في هذه الحالات، يجب على العيادات تقديم مستندات داعمة إضافية، مثل الأشعة السينية والمخططات السنية، لإثبات الضرورة الطبية قبل إنجاز العلاج.

وأضاف:

“الكثير من الناس ينتظرون منذ فترة طويلة موافقات تركيب التيجان… كان هناك تدفق هائل من طلبات الموافقات المسبقة التي أُرسلت دفعة واحدة، ما تسبب في تراكم كبير لدى شركة التأمين.”

يذكر أن شركة Sun Life، التي تعاقدت معها الحكومة الفدرالية لإدارة البرنامج، هي الجهة المسؤولة عن تلقي ومعالجة طلبات التعويض والموافقات.

 انتظار أسابيع… وأحيانًا شهور

قال وارد إن بعض العيادات تنتظر أسابيع أو حتى شهورًا للحصول على رد، ليتم بعدها إبلاغهم بأن وثائق إضافية مطلوبة، مما يزيد من الإرباك ويطيل أمد العلاج للمرضى.

رغم هذه التحديات، أوضح عدد من مقدمي الرعاية السنية أن البرنامج قدّم بالفعل فرصة مهمة للمرضى الذين لم يكن لديهم سابقًا إمكانية تحمل تكاليف الرعاية:

“نعم هناك مشاكل، لكنها تتحسن ببطء… هذه الخطوة التاريخية تتيح لكثيرين الحصول على علاج لم يكن بوسعهم تحمله.”

نظرة عامة على البرنامج

البرنامج الحكومي، الذي تبلغ تكلفته عدة مليارات من الدولارات، يغطي الكنديين من العائلات التي يقل دخلها عن 90 ألف دولار ولا يتمتعون بتأمين أسنان خاص. في يونيو الماضي، توسع البرنامج ليشمل الفئة العمرية 18 إلى 64 عامًا، ما أدى إلى موجة ضخمة من طلبات العلاج.

ومع تزايد حجم العمل، أبلغت بعض العيادات عن صعوبات في الوفاء بمواعيد المرضى وارتفاع العبء الإداري، وهو ما دفع الجمعية الكندية لطب الأسنان لمطالبة الحكومة بمزيد من الموارد والتوضيحات لتسريع الإجراءات.

 أثر متوقع وتحسين تدريجي

بينما تشير وزارة الصحة إلى أن الغالبية العظمى من المطالبات لا تواجه مشكلات، يبقى التحدي في التعامل مع الإجراءات الأكثر تعقيدًا. ويتوقع مراقبون أن يتطلب الأمر عدة أشهر إضافية لضبط وتيرة المعاملات وتحقيق استقرار أكبر في النظام.