أخبار كندا العربية

أخبار

قفص الفئران في المهجر: قصة رمزية ملهمة ، كيف تضعف الجاليات نفسها بأيديها؟

قفص الفئران في المهجر: قصة رمزية ملهمة ، كيف تضعف الجاليات نفسها بأيديها؟

By م.زهير الشاعر

منشور: يونيو 9, 2025

في قصة رمزية  كتبها عزيز نيسين، حوصرَت مجموعة فئران داخل أقفاص، تُركت لتأكل بعضها حتى بقي الأقوى، ثم أُطلقت لتقضي على البقية.

قد تبدو القصة خيالية، لكنها ملهمة وتعكس للأسف مآلات بعض المجتمعات حين تنهار القيم، وتُترك الصراعات الداخلية تنهش وحدتها.

وهذا ما نعاينه، في حالات كثيرة، داخل بعض الجاليات العربية في المهجر.

تفكك بلا مبرر، وخصومات بلا سقف

في بيئات الاغتراب، حيث يُفترض أن تكون الجاليات كتلة واحدة تتكاتف لحماية هويتها ومصالحها، تتكرر أنماط التفكك والانقسام.

• مجموعات تتنازع على “التمثيل”.

• مبادرات تُواجه بتشكيك.

• أصوات تُقصى أو تُهمّش لأنها اختارت طريقًا مختلفًا.

كل مشروع جاد قد يُهاجم لا بسبب ضعفه، بل لأنه لا يُرضي حسابات ضيقة، أو يهدد مواقع اعتاد عليها البعض.

نفوذ يُمنح… دون مساءلة

في بعض السياقات، يُلاحظ أن النفوذ داخل الجالية قد يُمنح أحيانًا لأشخاص أو جهات، لا بالاستناد إلى الإنجاز أو الكفاءة، بل وفقًا لعلاقات شخصية أو خطاب ينسجم مع توجهات معينة.

وتُمنح شرعيات “رمزية” قد لا تعكس تمثيلًا حقيقيًا، فيما يتم تجاهل أصحاب الخبرة أو من حاولوا بناء مبادرات مستقلة تخدم الصالح العام.

تأثيرات خطيرة على الثقة الجماعية

هذه الممارسات تؤدي تدريجيًا إلى حالة من فقدان الثقة داخل الجالية:

• تُهمّش الكفاءات.

• يتراجع الانخراط المدني.

• يُساء الظن بالعمل الجماعي.

• وتبدأ دائرة الإقصاء والاتهام، حتى بين من يفترض أنهم في صف واحد.

الأسوأ من ذلك، أن من يطرح الأسئلة قد يُوصم بأنه “مشاغب” أو “غير متعاون”، وقد تُلصق به اتهامات بالتبعية أو التآمر، في مناخ يسوده الغموض والتوجس.

حين يُستبدل الحوار بالهمس، والمبادرة بالريبة

تتحول الخلافات الطبيعية إلى معارك شخصية.

ويُستبدل النقاش العلني بالغمز واللمز، وتُشن حملات غير مباشرة ضد كل من لا يسير ضمن التيار السائد.

هكذا تضيع المبادئ، وتُستبدل بالاصطفافات، ويخسر الجميع.

نقد الظواهر لا يعني اتهام أحد

من المهم التأكيد أن هذا المقال لا يستهدف أفرادًا أو جهات بعينها، بل يناقش ظاهرة مجتمعية متكررة، لاحظها كثيرون في مختلف المدن والبلدان، وتستحق أن تُفتح للنقاش.

لأن الصمت عن هذه الممارسات لا يحمي أحدًا، بل يترك الجالية عرضة لمزيد من التآكل.

الشفافية، الحوار، والاعتراف بالتنوع

إذا أردنا الخروج من هذا “القفص الرمزي”، فالمطلوب ليس معارك ولا اتهامات، بل:

• تفعيل المساءلة داخل مؤسساتنا.

• خلق منابر حوار حقيقية لا احتكارية.

• احترام التعدد والتنوع بدل محاولة احتوائه أو قمعه.

صوت الجالية يجب أن يُبنى لا أن يُشترى.

لنكسر القفص قبل أن نُغلقه على أنفسنا

حين تختلط المواقع، ويُعاد تعريف النزيه والمفسد وفق المزاج، تنهار أسس أي عمل جماعي.

لكن لا تزال هناك فرصة: أن نراجع أنفسنا، أن نصغي لبعضنا، وأن نؤمن بأن القوة لا تأتي من السيطرة، بل من الثقة المتبادلة.

فإما أن نكسر القفص، أو نُدفن معًا في داخله.

التعليقات

متعلق ب

الطقس

اليوم

الاثنين, 30 يونيو 2025

جاري التحميل...
icon --°C

--°C

--°C

  • --%
  • -- kmh
  • --%
فتح في تطبيق ACN احصل عليه على جوجل بلاي احصل عليه على متجر التطبيقات
فتح في تطبيق ACN احصل عليه على جوجل بلاي احصل عليه على متجر التطبيقات