في موقف يثير انتقادات دولية متزايدة، استخدمت الولايات المتحدة مساء الأربعاء حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن لإسقاط مشروع قرار تقدّمت به الدول العشر غير دائمة العضوية، يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية دون عوائق.

وقالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة خلال الجلسة إن “مشروع القرار هذا يساوي بين إسرائيل وحركة حماس”، معتبرة أن وقف إطلاق النار في هذه المرحلة دون اتفاق على الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين “لن يؤدي إلى السلام، بل إلى مزيد من التصعيد”. وقد عارضت الولايات المتحدة القرار منفردة، بينما أيده باقي أعضاء المجلس، مع امتناع بريطانيا عن التصويت.

ويأتي هذا الموقف الأميركي رغم تصاعد الكارثة الإنسانية في القطاع. فقد أعلنت وزارة الصحة في غزة، صباح الخميس 6 يونيو، أن حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 بلغت 54,677 شهيدًا، بينهم آلاف النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 125,530 إصابة، في ظل انهيار شبه تام للمنظومة الصحية.

وخلال الـ24 ساعة الماضية فقط، وصل إلى المستشفيات 70 شهيدًا و189 إصابة جديدة، بينما لا تزال جثث أخرى تحت الأنقاض وفي الطرقات، وسط عجز فرق الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليها بسبب القصف المستمر وانهيار البنية التحتية.

منذ استئناف العمليات العسكرية في 18 مارس الماضي، أُضيف إلى الحصيلة ما لا يقل عن 4,402 شهيد و13,489 إصابة، ما يعكس تفاقم الوضع الميداني رغم الدعوات الدولية لوقف القتال.

وتحذر الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة من كارثة إنسانية وشيكة، خصوصًا في شمال القطاع، حيث تقطع الإمدادات الغذائية والمياه، ويضطر السكان للمخاطرة بحياتهم في محاولات يائسة للحصول على المساعدات، ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى القول إن “من غير المقبول أن يُجبر المدنيون على المخاطرة بحياتهم من أجل الغذاء”، داعيًا إلى فتح تحقيق مستقل في الحوادث التي وقعت أثناء توزيع المساعدات وضمان عدم تكرارها.