أخبار كندا العربية
أخبار
منشور: أبريل 19, 2025
تورونتو – عرب كندا نيوز
أكد خبراء الصحة العامة أن التفشي المتزايد لمرض الحصبة في المناطق الحدودية بين الولايات المتحدة وكندا والمكسيك يهدد بتقويض جهود السيطرة على الفيروس، مع تسجيل ارتفاع حاد في الإصابات، لا سيما في المجتمعات ذات معدلات التطعيم المنخفضة.
وبحسب تقرير حديث نشرته صحيفة نيويورك تايمز، فإن سلسلة الإصابات بدأت من ولاية تكساس الأمريكية وامتدت عبر الحدود لتشمل مناطق في أونتاريو بكندا وولاية شيواوا شمال المكسيك، ما يعيد إلى الواجهة التحديات الصحية التي تواجهها الحكومات في مواجهة الفيروس الذي سبق إعلان القضاء عليه رسميًا عام 1998.
تفاقم الوضع في كندا والمكسيك
أعلنت السلطات الكندية عن تسجيل أكثر من 730 حالة إصابة مؤكدة بمرض الحصبة منذ بداية العام الجاري، في ما اعتبرته أسوأ تفشٍّ منذ أكثر من عقدين. ويتركز عدد كبير من هذه الإصابات في أوساط مجتمعات حدودية تشهد كثافة سكانية ومعدلات تطعيم منخفضة.
أما في المكسيك، فقد أفادت وزارة الصحة بتسجيل ما لا يقل عن 360 إصابة مؤكدة بالحصبة، وحالة وفاة واحدة، معظمها في ولاية شيواوا القريبة من الحدود مع الولايات المتحدة.
الحدود لا توقف الفيروس
ليزا لي، عالمة الأوبئة في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا، شددت على أن الفيروس لا يتقيّد بالحدود الجغرافية، قائلة: “الحدود السياسية لا توقف الفيروس. نحن نتشارك الهواء والفضاء، لذا فإن تفشي المرض في دولة واحدة يمثل تهديدًا للجميع.”
استمرار التفشي في الولايات المتحدة
في الولايات المتحدة، تسجل ولايات الجنوب أرقامًا متصاعدة في الإصابات، حيث سجلت تكساس وحدها منذ يناير أكثر من 560 حالة إصابة، تليها نيو مكسيكو بـ63 إصابة، إلى جانب 30 حالة في كانساس، يُعتقد أنها مرتبطة بمصدر العدوى في تكساس.
ويثير هذا الوضع قلق السلطات الصحية الفيدرالية والولائية، التي سارعت إلى إصدار تحذيرات للسكان، داعية إلى رفع معدلات التطعيم، خاصة بين الأطفال والمجموعات السكانية المتنقلة أو المهاجرة.
تحذير من منظمة الصحة للبلدان الأمريكية
في تطور لافت، أصدرت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية (PAHO) تحذيرًا في فبراير الماضي، أكدت فيه أن حالة “القضاء على الحصبة” التي تم الإعلان عنها في أمريكا الشمالية مهددة بالخطر. ودعت المنظمة الدول الثلاث إلى تعزيز برامج التطعيم، وتحسين آليات الترصد الوبائي والاستجابة السريعة.
الاستجابة الكندية
في أونتاريو، أصدرت وزارة الصحة تنبيهات عاجلة للمدارس ومراكز الرعاية الصحية، طالبة من العائلات التأكد من تحديث سجلات التطعيم لأطفالهم. كما كثفت المقاطعة من حملات التوعية، بالتعاون مع سلطات الصحة العامة، لزيادة معدلات تلقي لقاح MMR (الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية).
خطر يتطلب تعاونًا ثلاثيًا
ويؤكد متخصصو الصحة أن الوضع الحالي يتطلب استجابة ثلاثية المنظور بين كندا والولايات المتحدة والمكسيك، لضمان احتواء التفشي ومنع تحوله إلى أزمة صحية إقليمية واسعة.
ومع استمرار تنقل الأفراد عبر الحدود، وضعف ثقة بعض المجتمعات باللقاحات، تبقى الحاجة ملحة إلى خطاب علمي موحد يعيد التأكيد على فعالية اللقاح وأهمية الوقاية الجماعية من خلال تعزيز المناعة المجتمعية.
التعليقات