في تطور خطير ينذر بتصعيد إقليمي واسع، شنت القوات الجوية الإسرائيلية، فجر الجمعة، ضربات دقيقة على مواقع نووية وصاروخية داخل إيران، ما دفع طهران إلى الرد سريعًا بهجوم عبر طائرات مسيّرة استهدفت منشآت إسرائيلية، بحسب ما أكدته تقارير رسمية وإعلامية متقاطعة.

الهجوم الإسرائيلي: استهداف نوعي

وقالت مصادر دفاعية إسرائيلية إن العملية استهدفت منشآت عسكرية ذات طابع استراتيجي، من بينها مواقع يُعتقد أنها مرتبطة ببرنامج إيران النووي ومراكز تطوير صواريخ باليستية.

وأفادت وسائل إعلام دولية أن الضربات نُفذت بدقة عبر طائرات مقاتلة بعيدة المدى، واختُيرت الأهداف بعناية بهدف “شل قدرة إيران على شن هجمات إضافية”.

الرد الإيراني: مسيّرات انتحارية

في المقابل، أعلنت وزارة الدفاع الإيرانية أنها أطلقت مجموعة من الطائرات المسيّرة الهجومية نحو أهداف في إسرائيل ردًا على ما وصفته بـ”العدوان السافر”، مؤكدة أن الدفاعات الجوية الإيرانية تعمل بكامل طاقتها، وأن طهران “لن تتهاون في الدفاع عن سيادتها”.

وبحسب التلفزيون الرسمي الإيراني، فقد أصدر المجلس الأعلى للأمن القومي توجيهات برفع مستوى الجهوزية على مستوى البلاد، فيما دعا المرشد الأعلى علي خامنئي إلى “الوحدة الوطنية في وجه العدوان الخارجي”.

مواقف دولية وتحذيرات من التصعيد

البيت الأبيض أعلن أنه يراقب التطورات عن كثب، وناشد جميع الأطراف “ضبط النفس وتفادي الانزلاق نحو حرب مفتوحة”.

الأمم المتحدة عبّرت عن “قلق بالغ” من التصعيد، داعية إلى “العودة الفورية إلى التهدئة”.

الوكالة الدولية للطاقة الذرية قالت إنها تتابع وضع المنشآت النووية الإيرانية عن كثب وتتحقق من سلامتها.

السياق السياسي والعسكري

تأتي هذه التطورات في ظل توترات غير مسبوقة بين إيران وإسرائيل على خلفية هجمات متبادلة وتصاعد التهديدات بشأن برنامج إيران النووي والدعم الإيراني لفصائل مسلحة في المنطقة.

ويُعد هذا الهجوم الإسرائيلي الأول من نوعه الذي يستهدف مواقع داخل العمق الإيراني منذ سنوات، ما يُنذر بانعكاسات عسكرية وسياسية شديدة قد تشمل المنطقة بأسرها.