طهران| عرب كندا نيوز

نقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية، مساء الثلاثاء، عن مصادر مطلعة، أن الاستخبارات الإيرانية تمكنت من الوصول إلى “آلاف الوثائق الحساسة والخاصة بمنشآت إسرائيل النووية”. وأفاد تلفزيون إيران الحكومي بأن هذه الوثائق تتضمن معلومات فنية وأمنية عالية الدقة، دون أن يكشف مزيدًا من التفاصيل حول طبيعة العملية أو كيفية الوصول إلى تلك المعلومات.

ولم يصدر بعد أي رد رسمي من الجانب الإسرائيلي بشأن هذه المزاعم، التي تأتي في وقت تشهد فيه إسرائيل توترًا أمنيًا واسعًا على خلفية الحرب المتواصلة في قطاع غزة، وضغوطًا دولية متزايدة بشأن سياستها العسكرية والنووية.

ويُنظر إلى الإعلان الإيراني، في حال صحّته، على أنه اختراق استخباراتي غير مسبوق قد يثير تساؤلات حول منظومة الحماية الإلكترونية والأمنية لمنشآت تعتبر من الأكثر حساسية في إسرائيل.

الرسائل المشفّرة في الإعلان الإيراني

يرى مراقبون أن توقيت الإعلان الإيراني لا يخلو من دلالات استراتيجية عميقة:

1. تصعيد في الحرب الخفية

لطالما كانت المواجهة بين إسرائيل وإيران ساحة صامتة للحرب الاستخباراتية. عمليات الاغتيال، والهجمات السيبرانية المتبادلة، واختراقات أنظمة الحماية شكّلت أبرز أدوات الصراع. وإذا صحت الرواية الإيرانية، فهي تمثل ضربة غير مسبوقة لما يُفترض أنه من أكثر الملفات “مناعة وأمنًا” في إسرائيل.

2. إحراج إسرائيل في توقيت حرج

تزامن الإعلان مع ضغوط دولية متزايدة على الحكومة الإسرائيلية بسبب حرب غزة، ومطالبات حقوقية بفرض رقابة دولية على ترسانتها النووية. وقد يُفسَّر الإعلان الإيراني على أنه محاولة لتقويض صورة الردع الإسرائيلي وفتح النقاش مجددًا حول شفافية البرنامج النووي لتل أبيب.

3. إعادة رسم ميزان الردع

من خلال هذا الإعلان، توجه طهران رسالة واضحة إلى تل أبيب مفادها: “نحن نرصد، ونخترق، ونعرف”. وهي بذلك تحاول التأكيد على امتلاكها أوراق قوة مضادة للتهديدات الإسرائيلية المتكررة باستهداف منشآتها النووية.

4. تهدئة الداخل الإيراني وإحراج الداعمين

يرى محللون أن هذه التسريبات قد تكون موجهة أيضًا للرأي العام الداخلي في إيران، في محاولة لتعزيز الثقة بقدرات الدولة في ظل الأزمات الاقتصادية والسياسية المتزايدة. كما تمثل تحذيرًا مبطنًا للداعمين الغربيين لإسرائيل بأن “التحصينات لم تعد كافية”.

5. ترقّب لرد غير مباشر من إسرائيل

من غير المرجح أن ترد إسرائيل مباشرة على هذه المزاعم، إلا أن الرد قد يأتي على شكل عمليات سيبرانية مضادة، أو تصعيد ميداني في مناطق نفوذ إيران، مثل سوريا أو لبنان أو حتى عبر استهداف وكلائها في غزة والعراق.

من التهديدات المعلنة إلى الحروب الخفية

إذا ما ثبتت صحة ما أعلنته طهران، فإننا أمام مرحلة جديدة من التصعيد غير التقليدي في الصراع الإيراني الإسرائيلي — مرحلة لا تُخاض بالدبابات فقط، بل أيضًا بالرموز المشفّرة والخوادم المسروقة والرسائل الأمنية المتبادلة.

ومع تصاعد التوترات في المنطقة وتداخل الملفات الأمنية والسياسية، تظل الأسئلة مفتوحة: هل تنقل هذه العملية الصراع إلى مستوى غير مسبوق؟ أم أنها مجرد حلقة جديدة من حرب الوعي وتوازنات الردع غير المعلنة؟